هناك عدة دلائل بسيطة سأشرحها هنا مع العلم أن هذا الشيء واضح بدون دليل فالله واحد أحد صمد .....و لكن للفائدة العامة :
1- إذا نظرنا الى كل الخلق و الأحياء في هذا الكون لوجدنا أنهم كلهم من مصدر و احد و هو الماء
فهو الحياة ..وكما قال تعالى :
"" و جعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون """ الأنبياء (30)
فالأحياء كلهم يشتركون في الأشياء الأساسية و الإحتياجات الرئيسية من أجل بقائهم و استمرار و جودهم وهي الماء و الغذاء و النوم و الشمس و الهواء أي الاوكسيجين و غاز ثاني أوكسيد الكربون
وكل المخلوقات يحتاجون في حياتهم للشمس لكي يستمر وجودهم مع أنها بعيدة جدا فكيف عرفت بحاجتنا اليها و عرفت بوجودنا على هذا الكوكب الصغير ....
فالخالق واحد و المعطي واحد و المبدء و المعيد واحد .......
2- نظام الحياة في هذا الكون واحد ....فكل المخلوقات لها بداية بالتكاثر و لها نهاية واحدة و هي الموت و كل مخلوق لديه نفس وروح واحدة تتحكم بجسده و كلهم يسيرون في مراحل النمو نفسها و
هي سنة الله في هذا الكون بأن يبدأ كل شيء صغير ضعيف ثم يكبر و يقوى ثم يضعف ثم يموت ...فسبحان الله ..نظام واحد و خالق واحد ...لا إله إلا الله ...و كما قال تعالى :
"" الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا و شيبة يخلق ما يشاء و هو العليم القدير "" الروم (54)
3- التشابه في التكوين العام بشكل كبير من حيث المبدأ و هذا يعتمد على كل نوع ...فهناك في كل مخلوق حسب نوعه نفس مبدأ الأنظمة فهناك نظام للتنفس و نظام للتغذية و نظام للنمو و نظام للإطراح و نظام لنقل الدم و نظام للتكاثر و نظام للسمع و الرؤية و الشم و الإحساس و اللمس ...
و حتى نجد من كل نوع زوجين ذكر و أنثى ... و كما قال تعالى :
"" سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض و من أنفسهم و مما لا يعلمون "" سورة يس (36)
4- وجود هذا الترابط العظيم و التناسق بين المخلوقات كلها مع بعضها البعض فهي كلها تحتاج الى بعضها البعض لاستمرار وجودها...فالحيوانات تأكل النبات و منها ما يأكل بعضه و الإنسان يعيش على النبات و الحيوان و يتغذى على الكل و ثم النبات يتغذى من الأرض بالاملاح و المعادن والسماد الناتج عن موت الحيوانات و الانسان و عن فضلاتها فهي أيضا كلها سماد للأرض... فهذا الترابط العجيب بين كل الخلق لم يكن عن صدفة و عبث و إنفجار هائل .. بل هناك الخالق العليم بهم و بأحوالهم ربطم و نظمهم و جعلهم في احتياج دائم لبعضهم البعض....
و هذه سنة الله في الكون و التي لا تتبدل.... و قال تعالى :
"" و الأنعام خلقها لكم فيها دفء و منافع ومنها تأكلون "" النحل (5)
و قال أيضا :"" فلن تجد لسنت الله تبديلا و لن تجد لسنت الله تحويلا "" فاطر (43)
5- هذا الدليل على وحدانية الله عز وجل هو دليل بسيط و لكن يغفل عنه أغلب الناس و هو الرقم واحد الذي خلقه الله و ميزه على باقي الارقام كلها فهو رقم غريب عجيب لا شيء قبله و لا شيء يأتي بعده إلا منه و ناتج عن وجوده ...فقبل الواحد هو صفر أي لا شيء و بعده أعداد أخرى وجودها يدل الواحد فقط و يرتبط به في كل عدد نقوله ... فمثلا العدد 3 فنحن عندما نقوله نقصد فيه ثلاث واحدات و إذا قلنا مليون فقصدنا مليون واحد .. و باقي الأرقام هي عبارة عن تكرار لهذا الواحد و لولاه لما وجد رقم على وجه الأرض .......و قد يقول لك شخص تافه أن هناك أعداد سالبة مثل -1 أو -5 .. الخ ... و لكن نقول له أنه هذا كلام على الورق و ليس في الواقع ... و لنطلب منه أن يحضر لنا أن شيء من هذه الدنيا وجوده هو ناقص واحد مثلا ...أو مثلا فلنفرض أن هناك عبوة مليئة بلترين من الماء و لنقل له أن يضع فيها ناقص ليتر من الماء مثلا ... فلن يستطيع
لأنه إما لا يوجد شيء أي صفر و إما يوجد واحد على الأقل موجود بعده كل شيء فلن تمتلئ العبوة بلترين إلا حتى تمتلئ بلتر واحد... و بدون المرور بالواحد لا نمر بشيء أبدا ......
فسبحان الله الواحد الأحد الذي لا شيء قلبه فهو الأول بلا إبتداء و الذي لا شيء بعده موجود إلا منه و بسببه و ناتج عن وجوده عز وجل و هو من صنعه فلولا وجوده لما وجد شيء ....
"" قل الله خالق كل شيء و هو الواحد القهار "" الرعد (16)
6- إن الله عز وجل كامل متكامل لا يحتاج إلى تعدد فالكامل واحد و لا يتعدد و الناقص هو الذي يتعدد لكي يكمل بعضعه كباقي المخلوقات فلولا النبات لما عاش الحيوان و لولا الحيوان و النبات لم عاش الانسان و لولا الانسان و الحيوان لما عاش النبات و لولا الماء و الهواء لما و جد الكل فكلهم يكملون بعضهم البعض و لو اختل عنصر واحد لانتفت الحياة ...
"" أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار "" يوسف ( 39 )
7- و الدليل الأخير عندي على وحدانية الخالق عز و جل و تفرده بالكمال أنه لو كان هناك إلاهان
في هذا الكون و لن أقول أكثر من اثنين ..فعندها سوف يكون هناك تناقض كبير بينهما فإذا أراد أحدهما شيئا و أراد الأخر عكسه أو لم يرده فماذا سيحدث في هذا الكون ..ستراه في خراب ودمار
و إذا تغلب أحدهما على الأخر فلماذا هذا الأخر الضعيف موجود إذا كان الإه الأخر هو الغالب في رأيه و المسيطر و كما قال تعالى :
"" لو كان فيهما ألهة إلا الله لفسدتا "" الأنبياء (22)
أي ستفسد السماوات و الارض و لما و جدناهما بهذا الترابط و التناسق العظيمين ......
و قال أيضا : ""ما إتخذ الله من ولد و ما كان معه من إلاه إذا لذهب كل إلاه بما خلق و لعلا بعضهم على بعض"" المؤمنون (91)
- فهل هناك إخواني أدنى شك بعد هذا الكلام على وجود الله عز و جل و وحدانيته و تفرده بالكامل ...فسبحان الله رب العرش عما يصفون و تعالى عن ذلك الكلام علو كبيرا ......